اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2287
((فكلوه هنيئا مريئا)) [في نصب (هنيئا) أربعة أقوال]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 07:14 م]ـ
قال تعالى: " فكلوه هنيئاً مريئاً ".
في نصب " هَنِيئاً " أربعةُ أقوال:
أحدها: أنَّهُ منصوبٌ على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره: أكْلاّ هنيّئاً.
الثاني: أنه منصوب على الحال من الهاء في " فَكُلُوهُ " أي: مُهَنِّئاً، أي سهلاً.
والثالث: أنه منصوب على الحال بفعل لا يجوز إظهاره ألبتة؛ لأنَّهُ قصد بهذه الحالِ النيابةُ عن فعلها نحو: " أقائماً وَقَدْ قَعَدَ النَّاسُ "، كما ينوب المصدر عن فعله نحو " سَقْياً لَهُ وَرَعْياً ".
الرابع: أنهما صفتان قامتا مقام المصدر المقصود به الدعاءُ النائب عن فعله.
قال الزَّمَخشرِيُّ:
" وقد يوقف على " فَكُلُوهُ " ويبتدأ بـ " هنيئاً مريئاً " على الدعاء وعلى أنهما صفتان أقيمتا مقام المصدرين؛ كأنه قيل: " هَنْئاً مًرْءاً ".
قال أبو حيان:
وهذا تحريف لكلام النُّحاة، وتحريفه هو جَعْلهما أُقِيما مُقام المصدر، فانتصابهما انتصباَ المصدرِ، ولذلك قال: كَأَنَّهُ قيل: " هَنْئاً مَرْءاً "، فصار كقولك " سٌقْياص لك " و" رَعْياً لك "، وَيَدُلُّ على تحريفه وَصِحَّةِ قول النحاة انَّ المصادرَ المقصودَ بها الدعاء لا ترفع الظاهر، لا تقول: " سقياً اللهَ لك "، ولا: " رعياً الله لك "، وإنْ كانَ ذلك جائزاً في أفعالها، و" هنيئاً مرئياً "، يرفعان الظاهر بدليل قوله:
هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مُخامِرٍ ..... لِعِزَّةَ مِنْ أعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ
ف " ما " مرفوع بـ " هنيئاً " أو " مريئاً " على الإعمال، وجاز ذلك وَإنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْعَاملين رَبْطٌ بِعَطْفٍ ولا غيره؛ لأن " مريئاً " لا يستعملُ إلاَّ تابعاً لـ " هنيئاً " فكأنَّهما عاملٌ واحد.
ولو قلت: " قام قعد زيد " لم يكن من الإعمال إلاَّ على نِيَّة حرف العطف.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2287